مشروع Liquid Canvas Artistic Waves، هو مشروع بين الإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والاجتماعية في الإسكندرية- مصر مع جامعة دلفت للتكنولوجيا– مجموعة أبحاث الدلتا وNieuwplaatz – Art collective Leiden وLiquid Society وهي منصة تعمل على إنشاء مساحات فنية مؤقتة، وبدعم من الصندوق الهولندي للصناعات الإبداعية.
هدف المشروع إلى تعزيز التعلم بين سكان المدن الساحلية الهولندية وسكان مدينة الاسكندرية، لتطوير حلول مبتكرة متجذرة محليًا للتصدي لتحديات التغير المناخي، خاصةً في مجال إدارة المياه والحفاظ على المساحات العامة المهددة. استمر المشروع لمدة عام في الفترة من مايو 2024 إلى إبريل 2025، وشمل حفل إطلاق و6 جلسات وثلاث ورش عمل مكثفة، بالإضافة إلى معرض فني وحفل توقيع كتاب يحمل نفس الاسم في ختام االمشروع، عُقدوا بإستضافة من مركز الجيزويت الثقافي والمعهد الفرنسي بالإسكندرية، ومؤسسة أنا ليند.
تم إطلاق المشروع للجمهور في 15 يوليو 2024 وعُقدت الجلسات بحضور أكثر من 60 مشارك/ة، بخلفياتٍ علمية وعملية متعددة من باحثين/ات في علوم الاجتماع اجتماعيين والبيئة والجغرافيا، وفنانين/ات معنيين/ات بقضايا المناخ والبيئة، ومعماريين/ات، وتربويين/ات ومسئولين محليين.
عملت الجلسات على نقل الخبرات بين المشاركين/ات، وخلق مساحة خصبة لفهم آثار التغيرات المناخية على السواحل بشكل عام والدلتا والإسكندرية بشكل خاص، وطرح المشاركين/ات مجموعة من التساؤولات حول إدارة المياه بخصوص عمليات التخطيط الحضري المستدام في مدن شبيهة بالإسكندرية ساعدتهم في مجابهة التغير المناخي، وكيفية استخدام الطاقة المتجددة في التغلب على التغيرات المناخية، والتوجهات نحو تطوير أنظمة للتعامل مع ارتفاع منسوب الماء. وكيف يمكننا مواجهة تلك التغيرات بحلول مستدامة ومبتكرة.
وقدموا اقتراحات لمواجهة تحديات التغيرات المناخية من أهمها: التوسع في إنشاء المنشآت لتحلية المياه لتوفير حصة مائية لجميع المواطنين، وزيادة المسطحات الخضراء لتقليل الانبعاثات الكربونية، وزراعة محاصيل مقاومة للتغيرات المناخية، ومعالجة مياه الصرف الصحي واستخدامتها لزراعة غابات شجرية، وتصميم مناهج دراسية تختص بالوعي البيئي.
كما تطرقت الجلسات إلى تفكيك المنظور السابق حول الطبيعة، وخاصةً أثناء الثورة الصناعية، والذي يقوم على فكرة أن الطبيعة مسخرة لخدمة الإنسان. والتأكيد على ضرورة تحويل الوعي الجمعي إلى إدراك أن الإنسان جزء من الطبيعة، وبالتالي لا يمكنه السيطرة عليها، بل عليه إيجاد حلول للتكيف مع تغيراتها وتقلباتها.
وتم عرض لبعض الفلسفات التي طرحها المشاركون/ات في جامعة تي دلفت والتي تعتمد على البناء مع الطبيعة بدلاً عن محاولة السيطرة عليها. كما جاء اقتراح التعاون مع الدوائر الشخصية لكل فرد والاشتباك مع الواقع والانتباه لمشكلات الإنسان العادي الذي يضطر للعمل في الشارع لكسب قوت يومه.
واجتمع المشاركون/ات في مجموعاتهم المتخيلة في مدينتهم “ليكويد كانفاز” ليتنقاشوا حول حلول بديلة لتلك المدينة التي تواجه تحديات مختلفة بسبب التغيرات المناخية. وانقسموا إلى 4 مجموعات: المزارعين، والمعلمين، والفنانين، والمطورين العمرانيين لوضع حلول مقترحة لتداعيات التغير المناخي على الإسكندرية.
وتم عرض جلسات من الجانب الهولندي من المشروع والتي ركزت على التحديات المحلية نظرًا لطبيعة هولندا؛ حيث أن أغلب مساحتها على أراض منخفضة عن سطح البحر، كما أُلقى الضوء على نماذج الحلول المستخدمة هناك، من مجالس إدارة المياه المنتخبة محليًا، وأحزاب المياه، ومشروع أعمال الدلتا (1954- 2004)، والتركيز على بناء السدود، والبناء بمواد بيئية (مفهوم البناء مع الطبيعة)، وتشجيع استخدام الخلايا الشمسية على أسطح مختلف البنايات، وإدارة الطاقة الخضراء، ومراقبة الأنهار دوريًا تحسبًا للفيضان، وأنظمة الإنذار المبكر، وسيناريوهات للطوارئ.
واستكمالًا لأنشطة المشروع عُقدت ورشة مكثفة، على مدار ثلاثة أيام من 11 إلى 13 نوفمبر، وذلك بهدف إيجاد حلول بديلة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية في الإسكندرية، وتعزيز المشاركة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع المدني، بجانب خلق حلقة وصل بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية لوضع استراتيجيات واقعية وقابلة للتحقيق تعزز من البنية التحتية لمدينة الإسكندرية في مواجهة التغير المناخي.، حضرها عدد من المعنيين من خلفيات مختلفة؛ ممثلين/ات عن منظمات مجتمع مدني ومبادرات مجتمعية وشبابية، ومن القطاع الأكاديمي والبحثي، وفنانين/ت متعددي التخصصات، وممثلين/ات عن محافظة الإسكندرية وهيئة الصرف الصحي، بالإضافة إلى عدد من شركاء المشروع من الجانب الهولندي. كما حضرت السيدة لينا بلان؛ قنصل عام فرنسا بالإسكندرية، جزء من الفاعليات.
اُختتم مشروع “سطح سائل – Liquid Canvas” بمعرض فني وحفل توقيع كتاب سطح سائل، ويتناول الكتاب موضوع التغيرات المناخية من زوايا فنية متعددة، أقيم الحدث يوم الخميس الموافق 24 أبريل 2025، بالمعهد الفرنسي بالإسكندرية، بحضور مؤلفي الكتاب ياسمين حسين، وسفن ميير، وداليا رفعت، وأسامة الهواري، الذين شاركوا بقراءات مختارة منه.

















