ورقة حقائق| الإسكندرية بين الانهيار العمراني والضغط البيئي

هل تعلم أن الإسكندرية شهدت خلال أربع سنوات فقط أكثر من 350 حالة انهيار جزئي أو كلي للعقارات؟


هذه ليست مجرد أرقام، بل قصص حقيقية لمساكن أرهقها الزمن وتجاهلها البشر، فسقطت قطعة تلو الأخرى. الإسكندرية مدينة ذات نسيج معماري متنوع؛ تجمع بين مبانٍ تاريخية قديمة تحمل تراثًا عمرانيًا عريقًا، وأبراج حديثة ارتفعت مع موجات التوسع العمراني المخطط وغير المخطط للمدينة. لكن هذا التنوع تحول اليوم إلى نقطة ضعف؛ فالمباني القديمة تعاني من غياب الصيانة الدورية وضعف إمكانيات سكانها، خاصةً في ظل نظام الإيجارات القديمة. بينما أظهرت المباني الحديثة مشكلاتٍ أخرى مثل انتشار مخالفات البناء، وإضافة طوابق دون دراسة هندسية، أو استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات. وتضاعفت خطورة الوضع مع العوامل البيئية والمناخية؛ مثل ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والهبوط الأرضي، وتآكل الشواطئ بفعل التغيرات المناخية. كل هذه الظروف صنعت حالة هشاشة مركبة، تجعل أي ضغط إضافي، مثل موجة أمطار غزيرة أو نوة شتوية قوية، سببًا مباشرًا لانهيار مبنى كامل أو أجزاء منه، سواء كان قديمًا أو حديثًا.

الأرقام المسجلة بين عامي 2020 و2024، والتي بلغت أكثر من 350 حالة انهيار، تكشف حجم التحدي وخطورته على حياة السكان، وعلى استقرار النسيج العمراني للمدينة. فهي ليست مجرد حوادث متفرقة، بل أزمة حضرية متصاعدة.

أمام هذا الواقع، تصبح الحاجة ملحّة إلى رؤية شاملة للتعامل مع العقارات في الإسكندرية؛ رؤية لا تقتصر على الترميم أو الإزالة فقط، بل تشمل سياسات صيانة مستدامة، وتشديد الرقابة على مخالفات البناء، والالتزام بكود البناء المصري، وإدارة أفضل للمخاطر البيئية التي تتفاقم مع التغير المناخي.

للاطلاع على تفاصيل أكثر حول أسباب الانهيارات وأبعادها بالأرقام والمصادر، يمكنكم قراءة الورقة البحثية:

اقرأ ايضًا:

اشترك في قائمتنا الأخبارية