Search
Close this search box.

قصف غزة، فقر مستمر| اليوم الدولي للقضاء على الفقر

تحتفل الأمم المتحدة بـ اليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 أكتوبر في كل عام، وموضوع هذا العام هو “العمل اللائق والحماية الاجتماعية– وضع الكرامة موضوع التنفيذ”.
لا يمكن تناول موضوع اليوم الذي طرحته الأمم المتحدة دون النظر إلى وضع فلسطين، خاصةً مع الأحداث الراهنة في فلسطين المحتلة. أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تقريرًا بتاريخ 16 أكتوبر 2023 يستعرض أهم المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2023، الذي خلف أكثر من 3000 شهيد فلسطيني منذ بداية العام حتى صدور التقرير، 90% منهم في قطاع غزة.
يرصد التقرير أنه يعيش في قطاع غزة حوالي 2.2 مليون مواطن في مساحة 6102 كيلو متر مربع، وبذلك يكون قطاع غزة من المناطق الأعلى كثافة سكانية، مما يؤثر بشكل مباشر على الموارد الأساسية إلى جانب الخسائر البشرية والعملية والطبيعية نتيجة الحصار والحرب المستمرة.
كما تراجع نصيب الفرد من الدخل بنسبة 5% خلال عام 2023،  وانخفض مستوى الاستهلاك بنسبة 1.2% مما يزيد من معدلات الفقر في فلسطين، مع الأخذ في الاعتبار نسبة الإعالة العالية نظرًا لعدد الأطفال الكبير. أما عن معدلات البطالة، فتتجاوز 28% خلال نفس العام. وتشهد فلسطين فجوة مناطقية في معدلات البطالة، فقد بلغت معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال عام 2022 13.1%، أما قطاع غزة فبلغت 45.3%. ومن الطبيعي أن تزيد معدلات البطالة حاليًّا جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

اليوم الدولي للقضاء على الفقر

تجاوزت معدلات سوء التغذية حاجز 80%، وبلغت حصة الفرد من المياه حوالي 80 لتر في اليوم في قطاع غزة، وهي أقل بكثير من المعدل الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والتي تقدر بحوالي 150 لتر في اليوم، مع الأخذ في الاعتبار التلوث الذي تعانيه المياه في قطاع غزة. ووفق تقرير صادر عن وزارة الصحة في غزة في يونيو 2023؛ أي قبل الأحداث الأخيرة، بلغ عدد الأصناف الصفرية من قائمة الأدوية المتداولة 224 صنفًا دوائيًا، لترتفع نسبة العجز في الأدوية إلى 43%. وتزداد المخاوف من عجز القطاع الطبي في غزة عن استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين بالنظر إلى تضرر المنشآت الصحية خاصة بعد مجزرة مستشفى المعمداني والتهديدات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى القدس.


أما عن الحرب التي مازالت دائرة منذ 7 من أكتوبر الجاري، أفاد أحدث تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) أنه منذ بدء الحرب وحتى يوم 21 أكتوبر قُتل 4.232 فلسطنيًا من بينهم 1.661 طفل في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية 82 فلسطينيًا. وعن التقييمات الصحية الأولية، يعاني ما يقرب من 13 ألف شخص من أمراض غير معدية، وأكثر من 50.000 امرأة حامل يحتجن إلى عناية طبية. كما أفادت الأونروا أيضًا بأن مخزون الأدوية على وشك النفاذ؛ حيث تبقى ما يكفي 15 يومًا فقط من الإمدادات الطبية. وأشار التقرير الى أن عدد شاحنات المياه لا تكفي جميع الملاجئ ولا يمكن إعادة تعبئة الخزانات إلا مرة واحدة في اليوم. إلى جانب ذلك، أفادت الأونروا بتشرد حوالي مليون شخص، وتحول مناطق واسعة في غزة إلى أنقاض، على الرغم من القانون الدولي يلزم إسرائيل- بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال- بأن أي إخلاء مؤقت للسكان يجب أن يكون مصحوبًا بتوفير السكن المناسب ومراعاة الظروف المرضية والصحة والسلامة والتغذية، الأمر الذي لم يبذل جيش الاحتلال أي مجهود لتوفيره لأكثر من 1.1 مليون مدني تم تهجريهم قسريًّا.
وفي ظل الوضع الحالي والقصف المستمر وصعوبة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يعاني القطاع من انعدام الطعام والمياه والوقود والأدوية، والاحتمالية العالية للتلوث وانتشار الأوبئة، تحديدًا لعدم القدرة على دفن الضحايا بشكل آمن. الوضع في قطاع غزة ينذر بكارثة إنسانية تطلب تدخل عاجل وحاسم.

اقرأ ايضًا:

اشترك في قائمتنا الأخبارية